أمريكا ترفع القيود المفروضة على دمشق لدعم جهود الإغاثة وضحايا الزلزال شمال سوريا
أصدرت الخزانة الأمريكية، مساء أمس الخميس، قراراً استثنائياً يقضي بمنح ترخيص لمدة 180 يوماً يسمح لجميع المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال في سوريا والتي تفرض عليها واشنطن منذ سنوات عقوبات صارمة.
وقال والي أدييمو، نائب وزير الخزانة الأمريكي، في بيان: “بينما يتجمع الحلفاء الدوليون والشركاء الإنسانيون لمساعدة المتضررين، أود أن أوضح تماماً أن العقوبات الأمريكية في سوريا لن تقف في طريق الجهود المبذولة لإنقاذ حياة الشعب السوري”.
وتابع أنه “بينما تحتوي برامج العقوبات الأمريكية بالفعل على استثناءات قوية للجهود الإنسانية، تصدر وزارة الخزانة ترخيصاً عاماً شاملاً لتفويض جهود الإغاثة من الزلزال حتى يتمكن أولئك الذين يقدمون المساعدة من التركيز أكثر على ما هو مطلوب لإنقاذ الأرواح وإعادة البناء”.
وأكد البيان أن الترخيص يوفر التفويض الواسع اللازم لدعم جهود الإغاثة الفورية في حالات الكوارث في سوريا.
وتأثرت سوريا من زلزال عنيف بقوة 7.7 درجة الإثنين، كان مركزه ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا، وأسفر عن خسائر بشرية ومادية ضخمة.
وتمنح الرخصة إعفاء لجميع المعاملات المتعلقة بتقديم المساعدات عقب الزلزال والتي كانت محظورة بموجب لائحة العقوبات المفروضة على سوريا. وأشار البيان إلى أن الإعفاء المقدم يعكس التزام الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الشعب السوري لمواجهة أزمة الزلزال المستمرة منذ أيام.
وفجر الإثنين، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
ويشار إلى أن ثُلثي سكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 4.5 مليون نسمة هم نازخون من أماكن أخرى، وكانت أزمة إنسانية جارية بالفعل في هذه المناطق قبل الزلزال.
وتسمح حكومة نظام الأسد في دمشق بدخول المساعدات إلى المنطقة عبر معبر حدودي واحد فقط، وكانت تقاوم فتح المساعدات في المناطق الشمالية، لأنها تعتبر المساعدات تقويضاً لسيادتها، وتقلل من فرصها في استعادة السيطرة على المنطقة، وتريد الآن أن تتولى عملية توزيع المساعدات، علماً أن المناطق المتضررة لا تخضع لسيطرتها، بل تُحكم من قِبل فصائل المعارضة.
أما المساعدات الدولية، القادمة من المعابر التي تربط شمالي سوريا بتركيا، فقد تعرضت الطرق الموصلة إليها للتدمير بسبب الزلزال وكذلك معبر باب الهوى وهو المعبر الوحيد المسموح به دولياً لتوصيل المساعدات إلى شمال سوريا.