أردوغان يعد ببناء 30 ألف وحدة سكنية عاجلة..مليون تركي في ملاجئ مؤقتة ومخاوف من انتشار الأوبئة
بالرغم من تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن حكومة البلاد ستبدأ مطلع مارس/آذار القادم ببناء 30 ألف وحدة سكنية للمتضررين من الزلزال.
إلا أن تقارير أممية، حذرت من التباطؤ في إعادة توطين وتسكين منكوبي الزلزال، بعد أن كشفت الأرقام وجود مليون لاجئ تركي وسوري يعيشون الآن في مخيمات جماعية، الأمر الذي ربما يؤدي لكارثة أكبر من الزلزال ألا وهي انتشار الأوبئة والأمراض.
وقال الرئيس التركي في المؤتمر صحفي مساء أمس الثلاثاء، عقب اجتماع للحكومة التركية بمركز إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) :”اكتملت عملية التعامل مع 15 ألف مبنى مدمر من أصل 19 ألفا في مناطق الزلزال”.
وأضاف : “سنقوم ببناء كل منزل ومقر عمل تهدم أو أصبح غير صالح للاستخدام بسبب الزلزال وسنسلمه لصاحبه”.
وأوضح أنّ الأشهر القادمة ستشهد وبشكل متدرج بناء جميع الشقق السكنية بعيدا عن خطوط الصدع.
وتم تصنيف 47 ألف بناء تضم 211 ألف وحدة سكنية، كـ “منهار”، أو “هدم عاجل” أو “ذو أضرار بليغة” في الولايات المتضررة من الزلزال، بحسب الرئيس التركي.
وأوضح أردوغان أن أعمال البناء ستتم مباشرة في كل مكان يتم فيه الانتهاء من تقييم حجم الضرر.
وارتفعت حصيلة الزلزال إلى أكثر من 40 ألف قتيل في تركيا وسوريا، بحسب آخر تعداد رسمي.
وقالت هيئة إدارة الكوارث التركية إن الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات خلف حتى الآن 36 ألف قتيل في تركيا وحدها، ، فيما أحصت السلطات أكثر من 5 آلاف قتيلا في سوريا.
وقالت الأمم المتحدة إن هذه الحصيلة يمكن أن “تتضاعف”.
وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يواجه تساؤلات في شأن طريقة تعامل بلاده مع أكثر زلزال تدميراً تشهده منذ عام 1939، ببدء العمل على إعادة الإعمار “في غضون أسابيع”، قائلاً إن مئات الآلاف من المباني صارت الآن غير صالحة للسكن.
وفي سوريا، كان الشمال الغربي الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة الأكثر تضرراً من الزلزال الذي ترك كثيرين من دون مأوى للمرة الثانية، بعد نزوحهم بسبب الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من 11 عاماً، كما لم تتلق المنطقة مساعدات تذكر مقارنة بمناطق متضررة خاضعة لسيطرة الحكومة.
وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا دان ستوينيسكو “ندعو السلطات في دمشق إلى عدم تسييس توصيل المساعدات الإنسانية، والتواصل بحسن نية مع جميع الشركاء الإنسانيين ووكالات الأمم المتحدة لمساعدة الناس”، رافضاً اتهامات للتكتل بالإخفاق في تقديم مساعدة كافية للسوريين بعد الزلزال الذي وقع الإثنين الماضي وبلغت قوته 7.8 درجة وتلته هزات ارتدادية شديدة القوة.
وأضاف لـ”رويترز”، “من غير الإنصاف تماماً اتهامنا بعدم تقديم المساعدة، في حين أننا في حقيقة الأمر نفعل ذلك باستمرار منذ أكثر من عشر سنوات بل ونفعل ما هو أكثر خلال أزمة الزلزال”.
عمليات نهب وتحذيرات من كوارث اجتماعية
قالت جيزم، وهي منقذة من شانلي أورفا بجنوب شرقي تركيا، أمس السبت، إنها رأت من يرتكبون عمليات نهب وسلب في مدينة أنطاكية. وتابعت “لا يمكننا التدخل فغالبهم يحملون سكاكين”.
وانتشرت قوات من الشرطة والجيش للحفاظ على النظام والمساعدة في تسيير حركة المرور وتسهيل عمليات الإنقاذ وتسليم الأغذية.
وقالت تركيا إن نحو 80 ألفاً في المستشفيات وأكثر من مليون في ملاجئ موقتة بسبب الكارثة.
وبسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية، يخشى الناجون الإصابة بالأمراض.
وقالت جيزم “إذا لم يمت الناس هنا تحت الأنقاض، فسوف يموتون من الإصابات أو العدوى. لا توجد مراحيض هنا، إنها مشكلة كبيرة”.
ووصف منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث الزلزال بأنه “أسوأ حدث منذ 100 عام في هذه المنطقة”. وقال إنه “متأكد من أن عدد القتلى سيزيد إلى المثلين أو أكثر”.
وأشاد باستجابة وتعامل تركيا مع الكارثة، قائلاً إن ضحايا الكوارث، وفقاً لخبرته، عادة ما يشعرون بخيبة الأمل من سرعة ونطاق جهود الإغاثة الأولية.
المعارضة تهاجم أردوغان
واتهم عدد من قوى المعارضة السياسية، حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالبطء وعدم تقديم جهود الإغاثة المناسبة في وقت مبكر، وتساءل معارضون عن سبب عدم تدخل الجيش في وقت أبكر للمساعدة. ولعب الجيش دوراً أساسياً في البلاد بعد زلزال ضربها عام 1999.
وأقر أردوغان بوقوع مشكلات مثل الصعوبات التي واجهت إيصال المساعدات على رغم تضرر خطوط النقل، لكنه قال إن الوضع بعد ذلك أصبح تحت السيطرة.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أن ممثلي الادعاء الذين يحققون في سلامة البنايات التي انهارت أصدروا أوامر باعتقال وضبط في حق ما يصل إلى 95 شخصاً.
والزلزال مصنف كسابع أكثر كارثة طبيعية تتسبب في قتلى هذا القرن، ويقترب عدد ضحاياه من 31 ألف قتيل أودى بهم زلزال في إيران المجاورة في 2003.
وفي مدينة حلب السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الكارثة بأنها مفجعة، لدى إشرافه على توزيع مساعدات وتعهده بتقديم المزيد.
وأوقفت دول غربية إلى حد كبير التعامل مع رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال الحرب التي بدأت في بلاده عام 2011.