“الخطر المتجسّد: كيف تهدد الألعاب النارية سلامة مجتمعنا؟”
كتب : رافت عبده
“الخطر المتجسّد: كيف تهدد الألعاب النارية سلامة مجتمعنا؟”في ظل حلول شهر رمضان الكريم، تنتشر ظاهرة الصواريخ
والألعاب النارية في الشوارع ابتهاجًا بقدوم الشهر الفضيل.
تشهد الشوارع والميادين إطلاق الأطفال والشباب للألعاب النارية التي تباع عشوائيًا في الأرصفة والمحال التجارية.
هذا السلوك يسبب حالة من الفزع للمارة ويؤدي أحيانًا إلى إصابات خطيرة للمستخدمين، مثل إصابات “بازوكا” التي تعتبر شائعة.
تفاصيل واقعة أحد الأطفال، عمر أحمد الذي أصيب خلال لهوه بصاروخ ناري، تكشف مدى خطورة استخدام هذه الألعاب.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض طفل آخر، مالك، لإصابات بالغة بسبب انفجار ألعاب نارية في يده، مما أدى إلى بتر أحد أصابعه.
الأطباء يحذرون من تداول هذه الألعاب التي تحتوي على مواد خطرة، ويطالبون بعدم بيعها أو شرائها، خاصة في ظل
استمرار حالات الإصابة.
يتضح أن هذه المشكلة ليست محدودة بمنطقة معينة، بل امتدت إلى عدة محافظات في مصر مثل الفيوم والغربية وقنا،
مما يتطلب تدخلًا فوريًا وجهودًا مشتركة من الجهات المعنية لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
التحذيرات التي تصدرها الجهات المحلية والحكومية، بالإضافة إلى الفتاوى التي تصدرها دار الإفتاء المصرية، تجسد مدى
الخطورة التي يشكلها استخدام هذه الألعاب.
إضافة إلى ذلك، يجرم القانون استخدام وحيازة الألعاب النارية، وتوضح الحملات الأمنية القوية التي تشنها الأجهزة الأمنية
مدى جدية المسألة.
مواجهة هذه المشكلة تتطلب تعاونًا مستمرًا وتضافر الجهود بين الأسر والمدارس والسلطات المحلية والشرطة، مع التركيز
على تثقيف الناس بخطورة استخدام الألعاب النارية وتشديد الرقابة على بيعها وشرائها.
تبذل الأجهزة الأمنية جهودًا كبيرة لمكافحة هذه الجرائم، حيث تشن حملات أمنية لضبط الألعاب النارية ومنع تداولها بشكل غير قانوني.
هذه الحملات تأتي نتيجة للمخاطر الكبيرة التي تشكلها هذه الألعاب، والتي يمكن أن تؤدي إلى حوادث خطيرة خاصةً خلال
المناسبات والأعياد عندما تكثر الاستخدامات غير السليمة لهذه الألعاب.
فيما يتعلق بحكم استعمال الألعاب والمفرقعات النارية في المناسبات، هناك اختلاف في آراء أهل العلم المعاصرين. بعضهم
يرى أنها محظورة تمامًا، بينما يرون آخرون أنها مباحة بشروط معينة، مثل عدم استخدامها من قبل الأطفال.
أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تحرم استخدام مثل هذه الألعاب بسبب ضياع المال والأذى الذي قد يتسبب فيها ولمخاطر
الحرائق التي قد تنجم عنها.
الشيخ عبد الحميد الزغبي، الإمام والخطيب بأوقاف الغربية، يعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات ظاهرة سلبية
انتشرت في المجتمع، ويرى أن التركيز يجب أن يكون على مكافحة هذه المشكلة بجهود جماعية على المستويين
الرسمي والتطوعي.
يقترح الشيخ عدة حلول لمواجهة هذه المشكلة، مثل تنشئة اجتماعية سليمة في الأسرة وتعزيز القيم الإسلامية التي
تساعد على التعامل الإيجابي مع الآخرين، بالإضافة إلى تفعيل قاعدة “لا ضرر ولا ضرار” وربطها بما تسببه الألعاب النارية
من أضرار.
تجدر الإشارة إلى أن قانون العقوبات يُجرم حيازة واستخدام الألعاب النارية، وتوجد عقوبات قاسية مثل السجن المؤبد أو
المشدد لمن يخالف هذا القانون.
تتخذ السلطات الأمنية إجراءات لمكافحة هذه الجرائم وضبط الألعاب النارية غير القانونية خلال المناسبات والأعياد.
ومنذ عدة أيام، نجحت الأجهزة الأمنية في القاهرة والجيزة في ضبط شخصين يحمل أعداد كبيرة من الألعاب النارية.
أحدهما كان في القاهرة وكانت بحوزته أكثر من مليون قطعة من الألعاب النارية بأحجام مختلفة، بينما كان الآخر في الجيزة وكانت بحوزته 400 ألف قطعة.
هذه الكميات الضخمة تشير إلى استعداد الأشخاص المعنيين للتجارة بهذه الألعاب، خاصةً مع اقتراب شهر رمضان.
الألعاب النارية تشكل خطرًا حقيقيًا على السلامة العامة والصحة الشخصية للأفراد والبيئة، وذلك لعدة أسباب:
- خطر الإصابات: قد تتسبب الألعاب النارية في الإصابات البالغة، بما في ذلك الحروق، والكسور، والتشوهات الجسدية، وفقدان الأعضاء، والإصابات بالعين، والتي قد تكون دائمة.
- خطر الحرائق: يمكن للاشتعالات غير المتوقعة أثناء استخدام الألعاب النارية أن تتسبب في الحرائق، سواء داخل المباني أو في المساحات الخارجية مثل الحدائق والغابات.
- تأثيرات الصوت: قد تسبب الألعاب النارية ضوضاءً عالية جدًا تؤثر على السلامة العامة وتسبب الإزعاج للأشخاص المحيطين، وقد تؤدي إلى اضطرابات في النوم والاسترخاء وحتى تأثيرات على الصحة النفسية.
- التأثير على البيئة: يحتوي العديد من الألعاب النارية على مواد كيميائية ضارة بالبيئة، والتي قد تلوث الهواء والمياه والتربة عندما تتفاعل معها.
- الخطر على الحيوانات: قد يصاب الحيوانات المنزلية والبرية بالذعر والإجهاد نتيجة للأصوات العالية والضوضاء الناجمة عن استخدام الألعاب النارية، وقد يؤدي ذلك إلى اندفاعها وتعرضها للخطر.
بناءً على هذه الخطورات، يجب على الأفراد والمجتمعات الانتباه والحذر عند استخدام الألعاب النارية، والالتزام بالقوانين
والتوجيهات الأمنية، والتفكير في البدائل الآمنة للاحتفالات والمناسبات التي لا تتضمن استخدام الألعاب النارية.
في الختام، يجب أن ندرك أن الألعاب النارية تشكل خطراً حقيقياً على السلامة العامة والصحة الشخصية، خاصة عند
استخدامها بشكل غير مسؤول أو في غير المناسبات المخصصة لها.
من الضروري توعية الناس بالمخاطر التي تنطوي عليها هذه الألعاب وتشجيعهم على الابتعاد عنها واستخدام بدائل آمنة للاحتفالات.
على الجهات المعنية بالسلامة والأمن العام تشديد الرقابة وتطبيق القوانين لمنع تداول واستخدام الألعاب النارية بشكل غير
قانوني، وتوفير العقوبات الرادعة للمخالفين.
من خلال التوعية والتحرك الجماعي، يمكننا الحد من حوادث الإصابات والحفاظ على سلامة المجتمع بأسره. لنعمل معًا
على تعزيز ثقافة السلامة والمسؤولية لضمان بيئة آمنة وصحية للجميع.