انقذوا اطفال ونساء غرة "المجاعة قد بدأت بالفعل"
كتب رافت عبده
ويرى سمران العطار، الذي نزح من شمال القطاع إلى جنوبه أن المجاعة لم تبدأ الآن، بل بدأت منذ
شهر مضى.
فمنذ حوالي شهر كان شقيقه، المقيم في الشمال، يتضور جوعاً وبدأ يبحث عن أي طعام داخل
منزل كان يحاصره الجيش الإسرائيلي قبل أن ينسحب منه.
وأثناء بحثه عما يسد رمقه من الطعام، عثر شقيق سمران على “شوال طحين”، وعند فتحه وجد
بداخله “أشلاء بشرية”، لكنه استخرجها وأخذ الدقيق، لإعداد خبز من أجل إطعام عائلته كما يروي.
وتابع العطار في حديثه لبي بي سي “استخدام هذا الطحين لأغراض الطعام، أفضل من أكل لحم
الحمير”.
إن “الوضع صعب للغاية، نحن لا نجد أي طعام أو طحين أو شراب.. حتى أكل الدواب أكلناه”.
كما تحدثنا كذلك لمروة وهو اسم مستعار لسيدة تعيش في مدينة جباليا شمالي القطاع، و قالت
لنا إن أكثر الأطعمة المتاحة، في الشمال هي الخبيزة التي تقوم بسلقها ليحتسي أطفالها مرقتها.
وعلى الرغم من أن الخبيزة تعد من الأكلات المنقذة للحياة في شمال غزة، تقول مروة إن ” هناك
أناس كثيرون ماتوا من الجوع”.
لا يمتلك الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة إحصائية دقيقة لأعداد الموتى
الذين توفوا في شمال القطاع بسبب الجوع.
إذا يقول رائد النمس، المسؤول الإعلامي للهلال الأحمر لبي بي سي إن “هناك شهادات
ومعلومات أولية بوجود وفيات بين الأطفال وكبار السن أصحاب الأمراض المزمنة بسبب عدم
الحصول على الطعام”.
ويوضح النمس أن قطاع غزة بأكمله يعاني من مجاعة، لكن “أشدها في شمال القطاع ” لأن
مناطق الوسط والجنوب يدخلها “نوع من المساعدات” عن طريق معبر فح البري و”إن كانت
شحيحة”، بحسبه.
وتابع: “يجب أن يكون هناك تدخل أممي حقيقي لأن الوضع أصبح كارثياً. كنا في السابق نحذر من
حدوث مجاعة، الآن المجاعة قد بدأت بالفعل”.
وقد أعلن برنامج الغذاء العالمي مؤخراً إيقاف تقديم المساعدات الغذائية “المنقذة للحياة” إلى
شمال غزة بشكل مؤقت، بسبب معاناة طواقمه من “فوضى كاملة وعنف نتيجة انهيار النظام
المدني”، وتعرضها لإطلاق نار وأعمال نهب.
و قال مكتب المتحدث باسم وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة، وهي هيئة تتبع
لوزير الدفاع الإسرائيلي في بيان “إنّ إسرائيل تعمل بنشاط على تسهيل إيصال المساعدات إلى
شمال قطاع غزة”.
كما قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الإسرائيلية إنّ الجيش الإسرائيلي يعمل مع
منظمات الإغاثة الدولية لتوفير الغذاء والمعدات الطبية والمزيد من المساعدات الإنسانية لشمال
قطاع غزة.
وأضاف بيانها أنه أُدخل منذ بداية الحرب ” أكثر من 13,830 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة عبر
معبري رفح وكرم أبو سالم، تحمل أكثر من 167,080 طُناً من المواد الغذائية و 23,220 طُناً من
المياه.