رسالة دولية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين
خالد زين الدين
لم يمض خمسة أيام على فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية رئاسية جديدة حتى تعرضت موسكو لهجوم إرهابي
مروع على مركز تجاري هام، “كروكوس سيتي”، في ضواحيها هذا الهجوم جاء بتوقيت ومكان وحجم خسائر بشرية يقترب
من العاصمة الروسية، مما يجعله يخرج عن السياق الاعتيادي للأحداث.
الحادثة تشير إلى خروج الأحداث عن السيطرة، بينما يبقى الجاني غير معروف بوضوح. في الوقت الذي يشتبه في تنظيم
داعش الإرهابي، الذي أعلن مسؤوليته، هناك العديد من الاحتمالات التي تقف وراء هذه الحادثة، بما في ذلك احتمالية
وقوف جهات دولية أخرى وراءها.
تحليل السياق يشير إلى أن الهجوم له دوافع متعددة. قد يكون تحد مباشر لسلطة بوتين في بداية فترة ولايته الجديدة. كما
يمكن أن يكون محاولة لتوجيه ضربة لروسيا وتقويض استقرارها الداخلي، أو ربما تهديد مباشر ببدء حقبة جديدة من
الصراعات الدولية.
هذه الحادثة قد تكون أيضا تحذيرا للدول الغربية من قوة روسيا واستعدادها للتصعيد في المواجهات الدولية. إنها دعوة
للجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء الصراعات المستمرة وتجنب تفاقم التوترات الدولية.
سواء كانت الحادثة جزءا من خطة دولية لتشتيت التركيز عن أحداث الشرق الأوسط، أو مجرد عملية إرهابية معزولة، فإنها
تستدعي استجابة دولية فورية لمواجهة التحديات الأمنية العالمية.
التحقيقات الجارية ستكشف ملابسات الحادثة، لكن ما يبقى واضحا هو أن روسيا لن تكون كما كانت بعد هذا الحدث. إنها
فترة اختبار للسلطات الروسية وللمجتمع الدولي ككل.