مقالات
لون من الوحي تعمل بمقتضاه النحلة
:بقلم : الدكتورة شمس راغب
• قال تعالى : ” وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ، ومن الشجر ومما يعرشون ، ثم كلي من كل الثمرات
فاسلكي سبل ربك ذللا ، يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس . إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ” سورة النحل : ٦٨ ، ٦٩ .
• وقوله تعالى : ” يخرج من. بطونها شراب مختلف ألوانه ” أي مابين أبيض وأصفر وأحمر وغير ذلك من الألوان الحسنة ، على
اختلاف مراعيها ومأكلها منها ، وقوله فيه شفاء للناس أي : في العسل شفاء للناس من أدواء تعرض لهم “تفسير ابن كثير”
• والنحل تعمل بإلهام من الفطرة التي أودعها إياها الخالق ، فهو لون من الوحي تعمل بمقتضاه • وهي تعمل بدقة عجيبة
يعجزعن مثلها العقل المفكر سواء في بناء خلاياها ، أو في تقسيم العمل بينها ، أو في طريقة إفرازها للعسل المصفى •
• وهي تتخذ بيوتها – حسب فطرتها – في الجبال والشجر وما يعرشون أي ما يرفعون من الكروم وغيرها – وقد ذلل الله تعالى
لها سبل الحياة بما أودع في فطرتها وفي طبيعة الكون حولها من توافق .
• لماذا قال الله ” تبارك وتعالى ” : ” يخرج من بطونها بالجمع ولم يقل بطنها بالمفرد ؟
• تبين أن النحلة فيها ثلاثة بطون تأخذ الرحيق ويدخل للبطن الأولى فترة ثم يفتح صماما فينزل إلى البطن. الثاني الذي يحوله
إلى عسل •
• وفي نهاية البطن الثاني صماما لا يسمح بنزول العسل منه إلى البطن الثالث إلا للضرورة وبشيء قليل ، والبطن الثالث فيه
أحشاء النحلة تتغذى بهذا القليل أثناء طيرانها ولتستكمل رحلتها .
• وعندما تعود النحلة إلى الخلية هنا المعجزة فإنها تستعيد ما في البطن من العسل الصافي وتخرجه من فمها وتضعه في
فتحات الخلية – وليس من أمعائها .
• سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا وصلاة وسلاما على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين.