ففي حين يدل توحيد الربوبية ، بما يطويه من مكنونات علمية
وعقائدية ، على الملك ، فيقال : رب الشيء أي. مالكه وسيده
،يشير توحيد الألوهية إلى التأله ، بمعنى الانفراد بأحقية العبادة
وبينما يقترن توحيد الربوبية بالفعل الإلهي ، يرتبط توحيد
الربوبية بممارسات البشر التعبدية حيال بارئهم .
• إذا توحيد الربوبية متعلقه : أفعال الله ، وتوحيد الألوهية :
متعلقه أفعال العبد ، الربوبية حقيقتها : هي أن تؤمن بأفعال الله
مثل الخلق ، والرزق ،والإحياء والإماته ، ونحو ذلك ، وأما توحيد
الألوهية فمتعلقةبأفعال العبد نفسه مثل العبادات
والمحبةوالخوف والرجاء ونحو ذلك .
• توحيد الربوبية : هو الإيمان بالله بصفات الفعل كالخلاق ،
والأرزاق ومدبر الأمور ، ومصرفها ، ونحو ذلك ، وأن مشيئته
نافذة ، وقدرته كاملة ، وهذا هو الذيىأقر به المشركون ،
المشركون أقروابأن الله تعالى : خالقهم ورازقهم ، ومدبر
أمورهم. ، وأنه خالق السماوات ، وخالق الأرض ، وهو توحيد
الله بأفعاله ، هذا توحيدالربوبية بأن تؤمن بأن الله هو الخلاق ،
الرزاق ، مدبر الأمور ، مصرف الأشياء ، الذي خلق كل شيء ،
ودبر الأمور وصرفها ،وخلق الأنهار والبحر ، والجبال ، والأشجار ،
والسماءوالأرض ،وغير ذلك هذا توحيد الربوبية .
• أما توحيد الألوهية فهو توحيد الله بأفعالك أنت ، تخصه
بالعبادةدون كل ما سواه. من صلاة ، وصيام ، ودعاء ، ونذر ،
وزكاة. ، وحج ، وغير ذلك .
• توحيد الألوهية هو معنى لا إله إلا الله ، أي لا معبود حق إلا
الله ، وهو أن تخص ربك بأفعالك بعبادتك ، بقرباتك ، لا تدعو مع
الله إله آخر ، لا تعبد معه سواه من شجر ، أو حجر ، أو. صنم أو.
نبي ، أو ولي ، فلا تدعو غير الله ، لا تقول يا سيدي البدوي
اشفني ، أو يا رسول الله اشفني ، أو عافني ، أو انصرني ، أو يا
فلان ، أو يا فلان من الأولياء أو من غيرالأولياء من الأموات أو من.
الأشجار والأحجار ، والأصنام ، هذا الشرك الأكبر .
• فتوحيد العبادة معناه : أن تخص العبادة لله. وحده ، ويقالله :
توحيد الإلهية ، والإلهية هي العبادة ، معناه أن يخص الله
بالعبادة دون كل ما سواه ، وهذا هو معنى قوله سبحانه : “
وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ” سورة البينة
٥ وقوله سبحانه : ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ” سورة
الإسراء ٢٢.
وقوله تعالى : ” يا أيها الناس اعبدوا ربكم ” سورة البقرة: ٢١ .
وقوله تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ” سورة
الذاريات : ٥٦ .
• معناه أن يخصوا الله بالعبادة بصلاتهم ، وصومهم ، ودعائهم
واستغاثتهم ، وجهادهم كله لله وحده ، هذا يسمى توحيد
العبادةويسمى توحيد الإلهية ،وهذا أنكره المشركون وأبوه ،
ولما قال :
قولوا لا إله إلا الله ، أبوا ، واستنكروها وقالوا : ” أجعل الآلهة
إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ” سورة ص : ٥
• والإيمان بأن الله واحد في ذاته ، واحد في أسمائه ، وصفاته
لا. شريك له ، ليس له شريك له ، ليس له شريك يخلق ، أو
يرزق ، أو يرحم العباد حتى يدخلهم الجنة ، وينجيهم
من النار وليس له شريك في القدرة ، وأنه قادر على كل شيء
، بل هو منفرد بهذا ، ” جل جلاله ” فليس له شريك في إلهيته ،
ولا في أسمائه ، وصفاته ولافي ربوبيته ” تبارك وتعالى ” .
• فهو الواحد في الربوبية ، وهو الواحد في. الإلهية ، هو الواحد
في الأسماء والصفات ، : ” ليس كمثله شيء وهو السميع
البصير”سورة الشورى : ١١ .” هل تعلم له سميا ” سورة مريم :
٦٥ . ” ولم يكن له كفوا أحد ” سورة الإخلاص : ٤ .
• :” فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون “، سورة
النحل : ٧٤ .
• فأسماؤه كلها حسنى ، وصفاته كلها علا ، وكلها حق له ثابت
وهو ” جل جلاله ” موصوف بها حقا لا مجازا ، فيجب إثباتها لله
وإمرارها كما جاءت ، والإيمان بها ، وأنها حق لائقة بالله تعالى
وأنه تعالى ليس كمثله شيء في ذلك ، وهو السميع البصير
سبحانه وتعالى .