وصول أول قافلة مساعدات للشمال السوري من ناحية المعبر التركي
وصلت أول قافلة مساعدات، اليوم الخميس، إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال سوريا، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب كلا من تركيا وشمال سوريا، وفق ما أفاد مسؤول في المعبر الحدودي بين الجانبين لوكالة “فرانس برس”.
وقال المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا مازن علوش “دخلت اليوم أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة بعد أربعة أيام من الزلزال”، مشيراً إلى أنه كان من المتوقع وصولها قبل وقوع الكارثة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن علوش قوله “من الممكن اعتبارها استجابة أولية من الأمم المتحدة وسيتبعها إن شاء الله، بحسب ما وُعدنا، قوافل بحجم أكبر لمساعدة أهلنا المنكوبين”.
وكان قد صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أن تركيا تعمل على فتح معبرين حدوديين آخرين مع سوريا للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى جارتها التي ضربها الزلزال.
وقال تشاويش أوغلو إن الأضرار التي لحقت بالجانب السوري من الطريق المؤدي إلى معبر حدودي مفتوح فقط للمساعدات الإنسانية في إطار تفويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تسبب صعوبات في الوصول إلى المناطق التي ضربها الزلزال.
وأردف “هناك بعض الصعوبات في ما يتعلق بمساعدة تركيا والمجتمع الدولي (في الوصول إلى سوريا). ولهذا السبب، تبذل جهود لفتح معبرين حدوديين إضافيين”.
ووسط هذه الأجواء، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنه في هذه الظروف “بإمكان تركيا وسوريا الاعتماد على الاتحاد الأوروبي”، معلنة استضافة مؤتمر للمانحين مطلع مارس (آذار) في بروكسل لجمع مساعدات دولية للدولتين.
النظام السوري يطلب الدعم
وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت أن النظام السوري طلب للمرة الأولى المساعدة من الاتحاد الأوروبي الذي قال إنه سيقدم دعماً إضافياً طارئاً لتركيا وسوريا ومساعدات إنسانية عاجلة في واحدة من أكبر عمليات البحث والإنقاذ في التكتل بموجب آلية الحماية المدنية. وأوضح مسؤول إدارة الأزمات في المفوضية الأوروبية يانيز لينارتشيتش، “تلقينا طلباً للمساعدة من حكومة سوريا عبر آلية الحماية المدنية”.
ويؤدي سوء الأحوال الجوية إلى تعقيد عمليات الإنقاذ، فيما أن الساعات الـ72 الأولى “حاسمة” للعثور على ناجين، بحسب رئيس الهلال الأحمر التركي كرم كينيك.
في محافظة هاتاي التركية (جنوب) التي تضررت بشدة من الزلزال، تم إخراج أطفال وفتية من تحت أنقاض أحد المباني.
وقال أحد عمال الإنقاذ، ألبرين سيتينكايانوس، لوكالة “فرانس برس”، “فجأة سمعنا أصواتاً، وبفضل الحفارة تمكنا على الفور من سماع ثلاثة أشخاص في وقت واحد”. وأضاف “نتوقع وجود مزيد… إن فرص إخراج الناس أحياء من هنا عالية للغاية”.
في هذه المحافظة، دمرت مدينة أنطاكية بالكامل وغرقت في سحابة كثيفة من الغبار بسبب الآليات العاملة في إزالة الأنقاض.
ويقول السكان “أنطاكية انتهت”. وعلى مد النظر مبان منهارة كلياً أو جزئياً. وحتى تلك الصامدة تبدو متصدعة ولا يجرؤ أحد على البقاء فيها.
وفي غازي عنتاب القريبة جداً من مركز الزلزال، قالت سيدة من السكان إنها فقدت الأمل في العثور على خالتها العالقة تحت الأنقاض، على قيد الحياة. وأضافت “فات الأوان. الآن نحن ننتظر موتانا”.