والأمم وفي سياق التعبير عن الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، يأتي “يوم القدس العالمي”
كمناسبة سنوية يتحدث فيها العالم بأسره بصوت واحد، لتأكيد استمرار الدعم للقضية الفلسطينية وإظهار التضامن معها.
إن مفهوم يوم القدس العالمي يتجاوز الحدود الجغرافية ويتعدى الدين والعرق، فهو يعبر عن تضامن الإنسانية كلها مع قضية
القدس والمسجد الأقصى والأرض الفلسطينية ككل. تعد هذه المناسبة فرصة لإلقاء الضوء على الظلم الذي يتعرض له
الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أساس حدود عام 1967 مع القدس الشرقية
كعاصمة لها.
من الجدير بالذكر أن يوم القدس العالمي يحتفل به في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وهو يوم يتجدد فيه النداء
لنصرة القضية الفلسطينية وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، سواء كان ذلك من خلال التظاهرات والمسيرات
الحاشدة، أو من خلال النقاشات السياسية والثقافية التي تعقد في مختلف أنحاء العالم.
تعتبر القدس محورا هاما في الحضارة الإنسانية والتاريخ الديني والثقافي، وتحظى بمكانة خاصة لدى العديد من الأديان
السماوية، فهي تضم معالم دينية مقدسة للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، مما يجعل القضية الفلسطينية تتعدى
حدود السياسة لتشمل العناصر الثقافية والدينية والإنسانية.
في ظل التطورات السياسية والميدانية التي تشهدها المنطقة، يظل يوم القدس العالمي محفزا للتصعيد السلمي وتوجيه
رسالة قوية إلى العالم بأسره بضرورة حماية الحقوق الإنسانية والقانون الدولي، والتضامن مع الشعب الفلسطيني في سعيه
لتحقيق العدالة والحرية وإقامة دولته المستقلة.
يعتبر يوم القدس العالمي مناسبة للتذكير بالواجب الأخلاقي والإنساني تجاه قضية الشعب الفلسطيني، وضرورة الوقوف إلى
جانبهم في مواجهة التحديات والمخاطر التي يواجهونها يوميا، وتأكيد الدعم المستمر لهم في سعيهم لتحقيق السلام
والعدالة والاستقرار في المنطقة بأسرها.
بهذا الشكل، يتجلى يوم القدس العالمي كمناسبة لنشر الوعي الدولي بالقضية الفلسطينية وتعزيز التضامن الدولي مع
الشعب الفلسطيني، والتأكيد على الحقوق الإنسانية والعدالة الاجتماعية والسياسية لجميع الشعوب، وبناء جسور التواصل
والتفاهم من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع في هذه المنطقة المضطربة والمعقدة.
في ختام هذه المقالة، نجد أن يوم القدس العالمي يمثل لحظة مهمة في سجل النضال الإنساني والعدالة الاجتماعية. إنه
يوم يجمع القلوب والعقول على أهمية الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم والتضامن معهم في مواجهة
التحديات التي يواجهونها يوميا.
على الرغم من التحديات والصعاب التي تواجه قضية فلسطين، إلا أن يوم القدس العالمي يظهر لنا أن الأمل ما زال موجودا،
وأن العزيمة والإرادة لتحقيق العدالة والسلام لا تزال قوية في قلوب الناس حول العالم.
لذا، فإن دعمنا وتضامننا مع الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يكون مقتصرا على يوم واحد في السنة، بل يجب أن يكون
مستمرا طوال العام. يجب علينا أن نعمل جميعا معا، بغض النظر عن الجنسية أو الدين أو العرق، من أجل تحقيق السلام
والعدالة في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم.
فلنتحدى جميعا من أجل إنهاء الظلم والاحتلال، ولنعمل من أجل بناء مستقبل يضمن الحرية والكرامة والعدالة لجميع شعوب
المنطقة. فقط من خلال التضامن والعمل المشترك يمكننا تحقيق السلام الدائم والاستقرار والازدهار للجميع.
لنجعل يوم القدس العالمي ليس فقط يوما للتذكير، بل يوما للعمل، ولنضع نصب أعيننا بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة،
حيث تكون العدالة والسلام هما السمتان البارزتان في تاريخنا الإنساني.