وصل سعره لدولارين.. لماذا تحول البصل لعملة صعبة جديدة؟
يعد البصل من الخضروات الهامة والضرورية لأي مطبخ في العالم، حيث يقول المثل العربي: ” البلد اللي تسافر إليها كل من بصلها”، وبالرغم من أن البصل من المحاصيل التي تستزرع في كل بقعة زراعية على وجه الأرض باختلاف تربتها ومناخها، خاصة مع انتشار الصوب الزراعية، إلا أن سعره ارتفع بشكل مفاجئ في العديد من البلدان، حتى أن بعض المسافرين وطواقم الطيران العاملين في شركات الملاحة الجوية العالمية، أصبحوا يشترون البصل بل ويهربون كميات كبيرة منه، في كل رحلة يرتحلونها.
وتناولت مواقع التواصل الاجتماعي أزمة ارتفاع سعر البصل، الذي زاد سعره في دولة مصدرة له مثل مصر عن 17 جنيه للكيلو الواحد، بعدما كان سعر لا يزيد عن ثلاثة جنيهات في أي فصل من فصول السنة، كما ارتفع سعره في تركيا لأكثر من عشرين ليرة تركية، فضلا عن أسعار خيالية للبصل في العديد من دول أوروبا وآسيا.
البصل للعروسين بدلا من باقة الورود
وأصبح البصل مادة للسخرية والمزاح أيضا، على مواقع التواصل، حيث استبدله العروسان في حفل الزفاف بدلا من باقة الورد، فمنذ أسابيع، التقط عروسان صورة الزفاف وهما يحملان باقة البصل بدلا من الورد.
ومع ارتفاع سعر البصل لأكثر من دولارين في العديد من الدول، حتى في دول الإنتاج الأساسية مثل الفلبين وباكستان، وامتدت إلى دول أخرى مثل لبنان وسوريا وليبيا، أخذت أزمة البصل الطابع العالمي جراء انخفاض إنتاج البصل في أبرز دولتين مصدرتين له حول العالم، الهند وباكستان، بسبب سيول وفيضانات ألحقت أضرارا كبيرة بمواسم البصل، فانخفض الإنتاج وسط ارتفاع الطلب، ما أدى الى ارتفاع سعره عالميا.
وتلقي الحكومة الفلبينية والمشرعون باللوم على التجار في تخزين المواد الغذائية لخلق نقص مصطنع يسمح لهم برفع الأسعار.
وذكرت وكالة “بلومبرج” أن هناك تلاعبا في الأسعار، وأوردت الوكالة أن المزارعين في الفلبين باعوا محاصيلهم بخصم 60 إلى 80 في المئة عن السنوات السابقة للتجار الذين لديهم مرافق تخزين مبردة. ولا يستطيع العديد من المزارعين في البلاد الوصول إلى هذه المستودعات التي يمكن أن تطيل بشكل كبير عمر للمنتجات الزراعية.
وقالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن منتجي البصل المحليون في الفلبين خسروا نحو 168 مليون بيسو فلبيني بسبب الإهمال لمنشأة التخزين البارد في مقاطعة بولاكان بالفيليبين، وفق ما أفادت تعاونية زراعية في البلاد.
أما في باكستان، فقد أشار تقرير سابق ورد في داون إلى أن البصل يباع بسعر 250 روبية لكل كيلوغرام، بينما يتراوح السعر في أجزاء أخرى من البلاد بين 200 و320 روبية بسبب محدودية الوصول إلى المحاصيل والضرائب الإضافية على استيراد المواد الغذائية الأساسية اعتبارا من 1 يناير.
ووفقا لبيانات مؤشر الأسعار، كان المتوسط المحلي لأسعار البصل في الأسبوع المنتهي في 26 يناير 200-320 روبية للكيلوغرام مقارنة بـ180-280 روبية في الأسبوع المنتهي في 5 يناير.
وحسب داون، من بين 600 إلى 700 حاوية متوقفة تحمل البصل، وجد القليل منها طريقه إلى السوق الباكستانية مما زاد من الضغط على الأسعار.
ويشير موقع إيست فروت، إلى حدثين في السوق الأوكرانية سيكون لهما تأثير مباشر على أسعار البصل لنهاية الموسم الحالي وبداية الموسم المقبل.
فقد علقت بعض المزارعين الذين لا يزال لديهم مخزون من البصل في أوكرانيا المبيعات منذ بداية فبراير، وحددت المزارع سعرا إعلانيا يصل إلى 0.96 دولار مقابل الكيلوغرام الواحد. وكذلك، سجلت زيادة حادة في الطلب على بذور البصل في أوكرانيا.
وحسب الموقع، يتوقع المزارعون في أوكرانيا الذين لديهم مخزون من محصول العام الماضي، وأولئك الذين سيحصدون البصل هذا العام، الاستفادة من أزمة البصل، والحصول على أرباح كبيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه نظرا للظروف الصعبة في ربيع وصيف عام 2022 واحتلال المناطق الجنوبية من أوكرانيا، فقد انخفض عدد المنتجين الأوكرانيين الذين يمكنهم تخزين البصل عالي الجودة حتى أبريل ومايو 2023 بشكل كبير.
ولفتت إيست فروت إلى أنه فُرض حظر مؤقت على صادرات البصل في كازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وأذربيجان خلال الأسابيع الماضية الماضية، وطبقت إجراءات مماثلة في تركيا خلال نوفمبر من العام الماضي.
استبدال البصل الباكستاني والأوكراني بالبصل المصري
ومع تقلص قائمة موردي البصل المحتملين إلى السوق الأوكرانية بحلول مارس وأبريل لتقتصر على عدد قليل من البلدان. قد تكون مصر أحد اللاعبين الرئيسيين في ربيع عام 2023، حيث سيحصد المزارعون البصل من محصول جديد في ذلك الوقت. ومع ذلك، هناك نوعان من العوائق عندما يتعلق الأمر بالبصل المصري.
فمن جهة، يشير الموقع المتخصص بالزراعة، إلى أنه لا يصلح محصول الربيع من البصل المصري لجميع فئات المشترين، حيث يكون البصل خلال هذه الفترة غير ناضج ولا يحتوي على قشر كاف. وكذلك، سيزداد الطلب على البصل المصري في أوكرانيا وفي جميع أنحاء أوروبا بسبب فشل محصول البصل. وهذا يعني أنه قد لا يتوفر بصل مصري يكفي جميع المستوردين.
أمام هذا الواقع تفاعلت الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي مع ارتفاع أسعار البصل. وضجت الوسائل الإعلامية في لبنان بخبر ارتفاع سعر كيلوغرام البصل إلى 70 ألف ليرة.
ويستورد لبنان البصل بشكل أساسي من مصر، لكن (بسبب أزمة البصل في بلدان أخرى) تمكنوا من إعادة بيع المحصول المستورد بسعر أعلى إلى ليبيا”، وتابع أنها “المرة الأولى التي نعاني من أزمة بصل، فبعد إعادة التصدير اعتمدت السوق على المخزون المحلي واستفادوا من السعر أن العرض قليل. ووصل سعر البصل في سوريا إلى دولارين، فهناك أزمة إنتاج بصل”.
وأشار حويك إلى أنه “لو لم يعد التجار في لبنان بيع البصل المستورد (للاستفادة من الأزمة) لما ارتفع السعر محليا إلى هذا الحد”.