ناشط فلسطيني يتعرض للتعذيب على يد جندي إسرائيلي في الخليل
قال الناشط الفلسطيني عيسى عمرو، الذي تم تصويره وهو يتعرض للاعتداء والتعذيب من قبل جندي إسرائيلي، الاثنين الماضي، إنه تأثر جسديا ونفسيا بالهجوم ويخشى على حياته.
وأضاف عمرو في مقابلة مع مراسلة شبكة CNN ليندا كينكيد على “Connect the World”: “أنا مصاب، أعاني ألما في ذراعي وظهري وساقي، وتأثرت نفسيا من هذا الهجوم وعواقبه.
وأوضح: “الآن أخشى على حياتي وعلى حياة الأشخاص الذين ما زالوا يعيشون في نفس المنطقة من أي نوع من الانتقام من الجنود الإسرائيليين”.
وعلق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت إنه “لا يوجد مبرر” لسلوك الجندي، لكنه زعم أن عمرو هو من أثار الحادث.
وأضاف:” لم يكن هناك أي مبرر على الإطلاق لسلوك الجندي، تم التعامل معه بسرعة وبقوة من قبل الجنرال يهودا فوكس، القائد العام للقيادة المركزية، لكنني أعرف عيسى عمرو منذ أن كنت قائد كتيبة، ومرة أخرى أقول إنه لا يوجد مبرر لذلك، لكن سلوك عمرو استفزازي، إنه يستفز الجنود طوال الوقت، ويبحث عن جندي شاب يبلغ من العمر 19 عامًا لارتكاب هذا النوع من الخطأ، وللأسف حدث ذلك ولقد تعاملنا مع الحادث”.
وقال هيشت إنه حاول الاتصال بعمرو لمناقشة الحادث، وعرض لقطة شاشة لرسالة يعود تاريخها إلى يوم الاثنين، لتواصله معه.
وأوضح: “لقد تواصلنا معه لمحاولة الحوار، وأنا شخصيا تواصلت معه، مثلما فعلنا مع الكاتب بمجلة نيويوركر لورانس رايت، الذي قابلنا، وقلنا ما نريد قوله”. والذي كان مع عمرو خلال الحادث.
وحكم على الجندي الإسرائيلي الذي تم تصويره وهو يعتدي على عمرو في مدينة الخليل بالسجن 10 أيام.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن الجندي “طلب من فلسطيني اقترب من نقطة عسكرية إسرائيلية، أن يبتعد”.
وردا على ذلك، بدأ الفلسطيني في التسجيل للجندي وشتمه، وتلا ذلك مواجهة لفظية، سرعان ما تحولت إلى مواجهة جسدية، قام خلالها الجندي بضرب الفلسطيني.
لكن رايت، الصحفي الذي كان مع عمرو، رفض تلك الرواية للأحداث، وقال: “بدأ الجندي المواجهة”. ونشر فيديو لعمرو وهو يتحدث إلى الجندي، قائلاً إنهم يريدون التحدث إلى قائده.
وكرر عمرو هذه الرواية لشبكة CNN، وقال إنه كان “يوما عاديا” بالنسبة له في الخليل. وقام بجولة مع صحفي أو زائر دولي حول الأحياء المختلفة، خاصة في الأماكن التي يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي ويفرض “النظام العسكري”.
وأضاف أن أحد الجنود لم يعجبه ذلك، وجعل المصورة المرافقة لرايت تحذف اللقطات التي التقطتها حول الخليل، ثم صور عمرو تلك المواجهة التي قال إنها أزعجت الجنود.
وأكد عمرو: “يحاول الجيش الإسرائيلي في الخليل إخفاء الحقيقة، ويحاول إخفاء ما يحدث، لذا اعتقلني الجندي في البداية، وهددني، ثم ضربني وطرحني أرضًا وضربني مرة أخرى وهددني مرة أخرى، ثم كذب الجيش، على الرغم من أن كل شيء كان مسجلا على شريط الفيديو”.
وقال الناشط الفلسطيني إنه طلب التحدث إلى قائد الجندي، لأنه كان يعلم أنه مسموح له قانونًا بالسير في “شوارعه” والتصوير بالكاميرا الخاصة به.
ومن جانبه، غرد مكتب الشؤون الفلسطينية الأمريكي على تويتر قائلاً: “ندين العدوان على المجتمع المدني والهجوم على عيسى عمرو، نلاحظ أن الجيش الإسرائيلي قال إنه قام بتأديب الجندي المتورط. يجب على السلطات ممارسة ضبط النفس تجاه المدنيين في الضفة الغربية، وعدم اللجوء إلى العنف غير المتناسب في أي مكان، بما في ذلك عند نقاط التفتيش”.
وردا على طلب للتعليق على هذا البيان، قال عمرو، إنه يشكر مكتب الشؤون الفلسطينية، لكنه أكد أنه يريد من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إعادة فتح القنصلية الفلسطينية في القدس الشرقية والتراجع عن سياسات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال عمرو: “للأسف ما حدث لي يحدث كل يوم تقريبًا”، مضيفًا أنه قدم العديد من الشكاوى إلى الشرطة الإسرائيلية بشأن عنف الجنود والمستوطنين، لكنه قال إنه لم تتم أي مساءلة.
وأضاف: “أريد أن يتوقف هذا النوع من العنف، أريد أن تمارس وزارة الخارجية الأمريكية والإدارة الأمريكية ضغوطًا كبيرة فعلا، وأن تجعل (الاحتلال والفصل العنصري) مكلفًا للحكومة الإسرائيلية، إنه نظام عسكري، الأمر لا يتعلق فقط بجنود أفراد، أريد أن تستهدف الإدارة الأمريكية النظام العسكري”، حسب وصفه.