مقالات

فى ذكرى ميلاد جمال حمدان


 

بقلم / محمود عوضين

اليوم تحل الذكرى السادسةوالتسعونل ميلاد فارس الجغرافيا ..العالم الجليل لاستاذ الدكتور
جمال حمدان عاشق مصر المحروسة .. واختفاء بهذه الذكرى نقدم قراءةفى
موسوعتة الخالدة
درة التاج فى المكتبة العربي” شخصية مصر ..دراسة فى عبقرية المكان “
حيث قدم فيها :
لشخصية مصر الاقليمية ،
فأبرز عبقرية الموقع ،
وخطورة الموضع ،
وخصيصة ” التوسط ” فى شخصيتها ، وتداعياتها السياسية والثقافية ،
وتعدد أبعادها الافريقية والاوربية والاسيوية ،
واصالتها الفرعونية والقبطية والعروبية والاسلامية ،
فهى فرعونية بالجد .. لكنها عربية بالاب..مؤكدا على التعانق بين الوطنية المصرية والقومية
العربية ، فلا تناقض بينهما ، ولكن تواصل واعلاء وتعزيز لكل منهما ،
ومصر بالذات محكوم عليها بالعروبة والزعامة ، وايضا بتحرير فلسطين .
ومن سماتها الشخصية ” ملكة الحد الأوسط ” ،
والتسامح الدينى من أقدم خصائص المصرى قديما وحديثا ،
وتتمتع مصر بنظرة عالمية رحبة الأفق كوزموبوليتانية ، دون ان تفقد قوامها وذاتيتها المميزة “
فمصر عازفة عن ان تكون أى شئ الا مصر ” .
لفت النظر بشدة الى سيناء
قدس أقداس الوطن ، وانها اخطر مدخل لمصر ،
ونبه الى ان الفراغ يغرى بالعدوان ، ويجعلها مطمع للعدو بالضم او بالسلخ او بالعزل .
( وأدان الحكومات المتعاقبة لتركها سيناء بدون تنمية وعمران ) ،
وأكد على انه من الوجهة الاستراتيجية البحتة .. انه لم يعد هناك من معنى لأن يتوقف ارتباط
سيناء بمصر الوادى عبر القناة على كوبرى سكة حديد (يشير الى كوبرى الفردان) .. وانه لابد من
الاعمار والبناء ،وان التعمير هو التمصير ،ولابد من سلسلة أنفاق تحت القناة تحمل شرايين
المواصلات مثلما تنقل المياه ، فتكون هذه الأنفاق بمثابة اعادة تحقيق للاستمرارية والوحدة
الأرضية بين الوادى وسيناء ، ولرقعة مصر الجغرافية السياسية عموما ، رغم وجود القناة .
( وفى هذا المقام نتقدم بعظيم التقدير والاكبار للدولة المصرية بزعامة الرئيس السيسى على
انشاء الانفاق تحت القناة ) .
كما أوضح ان قناة السويس هى عنق مصر ، وتاريخ مصر قديما وحديثا يدور حول القناة ، ويؤكد
المبدأالاستراتيجى الاول فى نظرية الامن المصرى ، هو دافع عن سيناء .. تدافع عن القناة ..
تدافع عن مصر جميعا . والا ضمان الا بذهاب العدو .
وفى هذا السياق صاغ بحروف من ذهب سلسلة من المعادلات الاستراتيجيةللأمن المصرى ،
على النحو التالى :
* من يسيطر على فلسطين .. يهددخط دفاع سيناء الاول ..
* من يسسطر على خط دفاع سيناء الأوسط .. يتحكم فى سيناء ..
* من يسيطر على سيناء .. يتحكم فى خط دفاع مصر الأخير …
* من يسيطر على خط دفاع مصر الأخير .. يهدد الوادى . وهذه بالضبط ” نواة نظرية الامن
المصرى ” ،
وينتهى الى مايسميه ” مفاتيح مصر الاستراتيجية، ويحددها بداية فى : سيناء فى الشمال
الشرقى ، ومرمريكا فى الشمال الغربى ، والنوبة فى الجنوب .
وتصدى للأمن المائى ، تحت عنوان الماء والسياسة، مؤكدا على الخقوق القانونية لمصر فى مياه
النيل ، ويحدد استراتيجية مصر المائية فى مبدأ حسن الجوار ووحدة المصلحة بين دول حوض
النيل ،والمكانة البارزة للسد العالى .
ولم يغفل التنويه عن الوحدة الوطنية التى يستظل بها شعبنا المصرى العريق ، فيقول ان الوحدة
الوطنية هى بلا ريب ابرز ملامح الشعب الذى احتواه هذا الوطن و أن كل المصريين اقباط ،
فالمصريون اما قبط مسلمون ،واما قبط مسيحيون ،
ومؤكدا على الدور الريادى لمصر المسيحية ، والدور الريادى لمصر الاسلامية، وان النيل ابو
المصريين جميعاض ومصر امهم ، ولعل العقاد كان عالما باحثا.. قبل ان يكون اديبا متحمسا حين
لخص الموقف كله فى قضية الوحدة الوطنية بقوله الجامع” ينقض التاريخ كل مايقال عن التفرقة
بين عناصر الوطنية المصرية ” .
وعن مستقبل مصر ، يقول انه لا امان ولا مستقبل لمصر الا بالقوة الذاتية، وان القوة هى القوة
الحربية العسكرية لا السياسية الدبلوماسية فقط، هى القوة المادية لا المعنوية مهما بلغت هذه
من قيمة، وهى قوة النيران لا قوة الدعاية مهما ارتفع صوتها ، وهى قوة الاقتصاد لا قوة الاعلام
مهما علت اعلامه . ولعل مصر قد بدات تطبق هذا الدرس بالفعل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى