غير مصنفمقالات

• ما الفرق بين الربوبية والألوهية ؟

بقلم : الدكتورة شمس راغب 

ففي حين يدل توحيد الربوبية ، بما يطويه من مكنونات علمية

وعقائدية ، على الملك ، فيقال : رب الشيء أي. مالكه وسيده

،يشير توحيد الألوهية إلى التأله ، بمعنى الانفراد بأحقية العبادة

وبينما يقترن توحيد الربوبية بالفعل الإلهي ، يرتبط توحيد

الربوبية بممارسات البشر التعبدية حيال بارئهم .

• إذا توحيد الربوبية متعلقه : أفعال الله ، وتوحيد الألوهية :

متعلقه أفعال العبد ، الربوبية حقيقتها : هي أن تؤمن بأفعال الله

مثل الخلق ، والرزق ،والإحياء والإماته ، ونحو ذلك ، وأما توحيد

الألوهية فمتعلقةبأفعال العبد نفسه مثل العبادات

والمحبةوالخوف والرجاء ونحو ذلك .

• توحيد الربوبية : هو الإيمان بالله بصفات الفعل كالخلاق ،

والأرزاق ومدبر الأمور ، ومصرفها ، ونحو ذلك ، وأن مشيئته

نافذة ، وقدرته كاملة ، وهذا هو الذيىأقر به المشركون ،

المشركون أقروابأن الله تعالى : خالقهم ورازقهم ، ومدبر

أمورهم. ، وأنه خالق السماوات ، وخالق الأرض ، وهو توحيد

الله بأفعاله ، هذا توحيدالربوبية بأن تؤمن بأن الله هو الخلاق ،

الرزاق ، مدبر الأمور ، مصرف الأشياء ، الذي خلق كل شيء ،

ودبر الأمور وصرفها ،وخلق الأنهار والبحر ، والجبال ، والأشجار ،

والسماءوالأرض ،وغير ذلك هذا توحيد الربوبية .

• أما توحيد الألوهية فهو توحيد الله بأفعالك أنت ، تخصه

بالعبادةدون كل ما سواه. من صلاة ، وصيام ، ودعاء ، ونذر ،

وزكاة. ، وحج ، وغير ذلك .

• توحيد الألوهية هو معنى لا إله إلا الله ، أي لا معبود حق إلا

الله ، وهو أن تخص ربك بأفعالك بعبادتك ، بقرباتك ، لا تدعو مع

الله إله آخر ، لا تعبد معه سواه من شجر ، أو حجر ، أو. صنم أو.

نبي ، أو ولي ، فلا تدعو غير الله ، لا تقول يا سيدي البدوي

اشفني ، أو يا رسول الله اشفني ، أو عافني ، أو انصرني ، أو يا

فلان ، أو يا فلان من الأولياء أو من غيرالأولياء من الأموات أو من.

الأشجار والأحجار ، والأصنام ، هذا الشرك الأكبر .

• فتوحيد العبادة معناه : أن تخص العبادة لله. وحده ، ويقالله :

توحيد الإلهية ، والإلهية هي العبادة ، معناه أن يخص الله

بالعبادة دون كل ما سواه ، وهذا هو معنى قوله سبحانه : “

وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ” سورة البينة

٥ وقوله سبحانه : ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ” سورة

الإسراء ٢٢.

وقوله تعالى : ” يا أيها الناس اعبدوا ربكم ” سورة البقرة: ٢١ .

وقوله تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ” سورة

الذاريات : ٥٦ .

• معناه أن يخصوا الله بالعبادة بصلاتهم ، وصومهم ، ودعائهم

واستغاثتهم ، وجهادهم كله لله وحده ، هذا يسمى توحيد

العبادةويسمى توحيد الإلهية ،وهذا أنكره المشركون وأبوه ،

ولما قال :

قولوا لا إله إلا الله ، أبوا ، واستنكروها وقالوا : ” أجعل الآلهة

إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ” سورة ص : ٥

• والإيمان بأن الله واحد في ذاته ، واحد في أسمائه ، وصفاته

لا. شريك له ، ليس له شريك له ، ليس له شريك يخلق ، أو

يرزق ، أو يرحم العباد حتى يدخلهم الجنة ، وينجيهم

من النار وليس له شريك في القدرة ، وأنه قادر على كل شيء

، بل هو منفرد بهذا ، ” جل جلاله ” فليس له شريك في إلهيته ،

ولا في أسمائه ، وصفاته ولافي ربوبيته ” تبارك وتعالى ” .

• فهو الواحد في الربوبية ، وهو الواحد في. الإلهية ، هو الواحد

في الأسماء والصفات ، : ” ليس كمثله شيء وهو السميع

البصير”سورة الشورى : ١١ .” هل تعلم له سميا ” سورة مريم :

٦٥ . ” ولم يكن له كفوا أحد ” سورة الإخلاص : ٤ .

• :” فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون “، سورة

النحل : ٧٤ .

• فأسماؤه كلها حسنى ، وصفاته كلها علا ، وكلها حق له ثابت

وهو ” جل جلاله ” موصوف بها حقا لا مجازا ، فيجب إثباتها لله

وإمرارها كما جاءت ، والإيمان بها ، وأنها حق لائقة بالله تعالى

وأنه تعالى ليس كمثله شيء في ذلك ، وهو السميع البصير

سبحانه وتعالى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى