حوادث
مذبحة مدينة نصر: جريمة ألمت بمصر في التسعينيات
كتب رافت عبده
في ذروة الهدوء الذي يميز شوارع مدينة نصر، حلّت واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ
مصر، تلك التي شهدتها المنطقة بفعل يد الجشع والقتل البشع. فقد غمرت مدينة نصر
أنيناً من الحزن والأسى بعد مأساة لا تُنسى، حيث راحت ضحيتها المهندسة نانيس أحمد
فؤاد وأطفالها هديل وأنس، بيد ثلاثة أشخاص غادروا كل معاني الإنسانية وانتهكوا
حقوق الحياة بلا رحمة.
تجسّدت بداية الكارثة في تفاصيل بسيطة، حينما اتفق زوج المهندسة مع ثلاثة أشخاص
على أعمال صيانة بسيطة في منزلهم بمنطقة مدينة نصر، لكن لم يكن يدرك أنهم
سيحملون له آخر أيام زوجته وأولاده في قلبهم.
بدأت الكارثة تتكشّف عندما دخل الثلاثة المنزل وغمرتهم شهوة السرقة والقتل. فمن
خلال هذه الفظائع، استدرجت الضحية إلى مصيرها المؤلم حيث أغرمت عيون الجناة
بمشغولاتها الذهبية وأموالها، لتتحول مهمتها البسيطة في فتح الباب إلى رحلة مؤلمة
نحو الموت.
وفي صباح يوم الثالث عشر من أكتوبر عام 1997، ارتكب الثلاثة الجريمة البشعة، حيث
قاموا بتصفية المهندسة وأطفالها بطريقة وحشية، فلم تكن نانيس وهديل وأنس يدركون
أن آخر ما سيشاهدونه في حياتهم هو وجوه القتلة الباردة وسيوفهم الملطخة بالدماء.
وفي يومها الأخير، تحوّل منزل السلام إلى مسرح جريمة مروعة، حيث بقيت جثث الأبرياء
ترمز إلى الوحشية والظلم التي لا مكان لها في قاموس الإنسانية.
وبعد توقيع حكم الإعدام في 21 إبريل من عام 1998، لم تنتهي القصة، بل بقيت تلك
اللحظات القاتمة خطراً يهدّد الذاكرة الوطنية، مؤكدة على أن العدالة لا تغفل ولا تتهاون
في مواجهة الجريمة ومرتكبيها.
وبهذا السياق، تظل مذبحة مدينة نصر رمزًا للمأساة والألم، وتذكيرًا بأن جرائم القتل
والسرقة لن تمر دون حساب، بل ستظل خطايا تتربص بمن يخرج عن حدود الإنسانية
ويعتدي على حقوق الآخرين.
في الختام، تبقى مدينة نصر تحتفظ بذكرى تلك اللحظات المؤلمة كتحذير وعبرة لكل من
يفكر في الانحراف عن درب العدل والرحمة، مؤكدة على أن الأمل والعدالة ستبقى
شعارات تحمي كرامة الإنسان وتنير طريق الحق والخير.
جريدة الحدث الاخبارية 24