مقالات
الصيام والتقوى
بقلم : ا. د سمس راغب
• إن الغاية من الصوم هي التقوى ، وقد وردت في القرآن الكريم ٢٨٥
في أول آية : ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ” ، وفي
آخر آية : واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله “
• ومراد الله تعالى من الصوم في رمضان هو التدريب على التقوى
قال تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على
الذين من قبلكم لعلكم تتقون “
• فالتقوى تعطي إشارة أن من أعظم مقاصد الصيام ” التقوى “
فالتقوى تلازم واتصال بالصيام ، ذاك أن العبادات منها ماهو جماعي ظاهر كالصلاة
والحج ، ومنها ماهو خفي بين العبد وربه
كالصيام ، فجاءت هذه الفريضة لتعمق في النفوس إحياء المراقبة
الذاتية ، لينصرف العبد عن شهواته باختياره وطوعه ، ويجعل
ضميره على نفسه رقيبا .
• كم هي عظيمة حاجتنا لنربي أنفسنا على أن يكون حاديها عند
فعل الطاعة ” يدع طعامه وشرابه من أجلي ” متفق عليه .
ورادعها عن فعل المعصية ” إنما تركها من أجلي ” رواه مسلم .
• فلب العبودية استشعار هذا المعنى وهو أن القصد هو طلب رضا الله سبحانه وتعالى
في الفعل والترك وانقطاع الطمع عن الخلق .
• وعند تحقق التقوى تهدأ النفوس تماما وتمتلأ طمأنينة وسكينة وهذا واقع ملموس
يفسر لنا ختم سياق كثير من الآيات بهذه
العبارة العظيمة ، لأن تحققها يصلح جميع شؤون الحياة ، وتكون. قائدا للنفس أكثر من
تنظيم القانون وقوته .
• ومما يعين على تحقيق التقوى في. القلب أن يحوط الإنسان قلبه كما يحوط ماله
وينمي تجارته ، والتقي دائم التذكر لقوله
تعالى : ” إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا “